إقليم خنيفرة .. إحياء الذكرى الثالثة بعد المائة لاستشهاد البطل المقاوم موحى وحمو الزياني  

أحيت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، اليوم الأربعاء ، بقرية تملاكت بإقليم خنيفرة، الذكرى الثالثة بعد المائة ، لاستشهاد البطل المجاهد موحى وحمو الزياني، قائد معركة الهري الخالدة، التي تعتبر ملحمة تاريخية رائدة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.

وبهذه المناسبة، نظم مهرجان خطابي، ألقيت خلاله كلمات وشهادات استحضرت أمجاد وروائع وملاحم الكفاح البطولي التي تطفح بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستظهر الأدوار الرائدة والطلائعية للمجاهد البطل موحى وحمو الزياني، ذودا عن مقدسات الأمة وثوابتها وإعلاء رايتها خفاقة في سماء المجد والسؤدد والعزة والكرامة .

وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري ، في كلمة له خلال هذا المهرجان ، إن الاحتفاء بذكرى استشهاد المجاهد موحى وحمو الزياني، الذي لبى داعي ربه في 27 مارس من سنة 1921 ، تشكل مناسبة لاستحضار تضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الاستقلال والوحدة ونضالهم المستميت من أجل عزة الوطن وكرامته وسؤدده، وفرصة لإبراز صفحات مشرقة من مسيرة نضال هذا البطل وما صنعه من أمجاد وبطولات وملاحم على رأس مجاهدي الإقليم الذين سجل لهم التاريخ بمداد الفخر محطات نضالية وازنة وشجاعة دفاعا عن مقدسات الوطن.

وأضاف السيد الكثيري خلال هذا اللقاء ، أن الشهيد موحى وحمو الزياني يعد بطل معركـة الهري المجيدة التي خاض غمارها المقاومون الأشاوس في 13 نونبر من سنة 1914، وسجلوا خلالها انتصارات باهرة على الجيوش الغازية التي تكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود.

وأشار إلى أنه في يوم 27 مارس 1921، استشهد الوطني الغيور والمجاهد الجسور موحى وحمو الذي هب منذ تنامي الأطماع الاستعمارية على المغرب، إلى تحفيز وتعبئة الفلاحين وساكنة أعالي نهر أم الربيع حتى السهول الأطلسية، ويمم سنة 1908 صوب بلاد الشاوية لمؤازرة قبائلها والتصدي لجيش الاحتلال الفرنسي، ومن الشاوية إلى سهول سايس، حيث خاض معارك تمكن خلالها المجاهد من استقطاب وحشد طلائع المجاهدين المناهضين للتدخل الأجنبي، والذين هلوا ووفدوا من كل المناطق المجاورة لقبائل زيان لتعزيز صفوف المقاومة بروح يغمرها الحماس الديني والوطني وتحركها قيم وخصال الشجاعة والشهامة والإباء والغيرة الوطنية وروح التضحية والمسؤولية.
وتابع أن مقاومة البطل موحى وحمـو الزياني ، تجلت بقوة غداة محاولات المستعمر لبسط سيطرته على خنيفرة سنة 1914 حيث وقف بصمود منقطع النظير في مواجهته والتصدي لمخططاته، فخاض غمار معارك بطولية ضارية تحتفظ ذاكرة التاريخ وذاكرة هذه الربوع المجاهدة بأمجادها وروائعها، مضيفا أن أكبـر انتصـار حققــه الشهيد هو الانتصـار الذي انتزعـه فـي معركـة الهـري الخالـدة فـي 13 نونبر1914 ، هذه المعركة التي كان لها صدى عميق، ليس فقط في المغرب، بل كذلك في فرنسا.

وشدد أن أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى المجيدة برورا بأرواح الشهداء وإكبارا لأعمالهم الجليلة واستلهاما للقيم الوطنية الصادقة التي حملوها، لتؤكد تجندها التام في ملاحم إعلاء صروح الوطن وصيانة الوحدة الترابية وانخراطها في المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي والتضامني والنهضوي والتنموي.

وقال المندوب السامي ، من جهة أخرى، ونحن نخلد الحدث التاريخي لاستشهاد المجاهد البطل موحى و حمو الزياني في ذكراه 103 في أجواء تغمرها نشوة وفرحة الانتصارات التي يحققها الشعب المغربي الوفي ، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يتحتم علينا جميعا، كل من موقعه استحضار قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية التي هي مسؤولية جميع المغاربة، كما أكد على ذلك جلالته في العديد من المناسبات.

ومن واجبنا ونحن نحيي هذه الذكرى المجيدة ونستحضر هذه الملاحم الخالدة ، أن نعبر عن الوقوف الدائم والمستمر لأسرة المقاومة وجيش التحرير وسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي وراء عاهل البلاد المفدى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، من أجل صيانة وحدتنا الترابية المقدسة وتثبيت مكاسبنا الوطنية، وإعلاء صروح المغرب الجديد والارتقاء به في مدارج التقدم والرفعة وترسيخ مبادئ دولة الحق والقانون وتوطيد دعائم الديمقراطية وتطوير قدرات المغرب الاقتصادية والاجتماعية والبشرية ، وذلك في إطار من التماسك والتلاحم بين مكونات وفئات الشعب المغرب كافة .

وتم، بالمناسبة، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة ، في التفاتة وفاء وبرور وتقدير لتضحياتهم الجسام ومكرماتهم في معترك المقاومة وساحة الشرف والتحرير، وكذا توزيع إعانات مالية ومساعدات اجتماعية وإسعافات على عدد من المستحقين للدعم المادي والاجتماعي من أفراد عائلات وأرامل قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

وكان المندوب السامي والوفد المرافق له قد قام بزيارة لضريح الشهيد موحى وحمو الزياني ، والترحم على أرواح شهداء الوحدة والاستقلال وفي طليعتهم الأرواح الطاهرة لفقيدي الأمة والوطن جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، وبالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد ، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

كما تم في إطار تخليد هذه الذكرى ، تقديم مشروع بناء المعلمة التذكارية بالمدارة الطرقية ابن خليل 33 بجماعة آيت إسحاق ، وزيارة معرض للوحات التشكيلية ، بالإضافة الى تقديم العدد الأول من السلسلة القصصية ” فداك يا بلادي ” وهو عبارة عن قصص مرسومة تتناول حياة الشهيد البطل موحى وحمو الزياني من ابداع تلاميذ مؤسسة الابداع الأدبي والفني بخنيفرة  .

وعرف هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره الكاتب العام لعمالة إقليم خنيفرة، ورئيس المجلس الاقليمي و المجلس العلمي المحلي ، وعدد من المنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، وثلة من نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالإقليم ، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية، وأبناء وأرامل المقاومين، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعددهم ( 6 ) اعترافا بمناقبهم الجليلة وأعمالهم الحميدة .

كما ثم توزيع إعانات مالية على عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، وأرامل المتوفين منهم، عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن ، وتسليم الجوائز على الفائزين في مسابقة الرسم والتشكيل الخاصة بذكرى استشهاد البطل المقاوم موحى وحمو الزياني وعددهم ( 3 ) والتي ثم تنظيمها بمؤسسة الإبداع الفني والأدبي بخنيفرة .

شارك المقالة على مواقع التواصل

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on print
طباعة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d bloggers like this: