كلمة حميد البابور خلال حفل تخليد الذكرى الـ 109 لمعركة الهري الشهيرة بإقليم خنيفرة

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين

– السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير؛
– السيد عامل إقليم خنيفرة؛
– السادة أعضاء المجلس الوطني لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير؛
– السيد رئيس المجلس الإقليمي لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير؛
– السادة ممثلي الهيآت العسكرية، القضائية والأمنية؛
– السيد رئيس جماعة لهري؛
– السادة رؤساء ومدراء المصالح والمؤسسات؛
– السادة المقاومون وأعضاء جيش التحرير؛
– السادة حفدة وحفيدات موحى احمو الزياني؛
– حضرات السيدات والسادة

بداية أشكر باسمي الخاص ونيابة عن منتخبي وفعاليات إقليم خنيفرة السيد المندوب السامي لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير على حضوره معنا اليوم رغم انشغالاته المتعددة لمشاركتنا تخليد الذكرى 109 لمعركة لهري الماجدة ،ولن نجد أفضل من هذه المناسبة الكريمة لنتقدم إليه بأحر تهانئنا على انتخابه بالإجماع رئيسا للفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين على إثر المشاركة المغربية القيمة في أشغال الدورة 30 للجمعية العمومية لهذه الفيديرالية، وهو الاختيار الذي ينطوي على أبعاد ودلالات منها المكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة المغربية في المنتظم الدولي للمقاومين و قدماء المحاربين وضحايا الحروب . والدينامية والنشاط الدولي المكثف للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الذي مكنها من نسج علاقات وشراكات عديدة للتعاون مع نظيراتها بالبلدان الشقيقة والصديقة، في المجالات ذات الاهتمام المشترك وخاصة في ميدان صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمشتركة.

وبهذا الاختيار الصائب والموضوعي، يكون بلدنا المغرب الأول افريقيا وعربيا الذي يحظى بها التشريف وهذا المنصب الهام في هذه المنظمة الاستشارية لدى منظمة الأمم المتحدة، ومما لا شك فيه أن السيد المندوب السامي من موقعه الجديد هذا سيساهم في خدمة قضايانا الوطنية ومصالح المملكة المغربية العليا وعلى رأسها بطبيعة الحال قضية وحدتنا الترابية.

نتمنى لكم التوفيق والنجاح في منصبكم الجديد، ولنا في تجربتكم الطويلة والرائعة والخبرة التي راكمتموها على رأس المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير في تدبير الشأن العام لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، ومساهمتكم في النهوض بأوضاعها المادية والاجتماعية والاقتصادية، وفي نشاطكم وعلاقاتكم مع نظرائكم في باقي دول المعمور، ما يجعلنا متأكدين من قدرتكم بالمضي قدما بهذه الفيدرالية حتى تحقق أهدافها وغاياتها الفضلى، بما في ذلك إقرار الاحترام القيم والثوابت لسيادة الدول.

حضرات السيدات والسادة

ونحن نخلد ذكرى عزيزة على قلوبنا ذكرى معركة لهري التي هي في الحقيقة مناسبة سنوية نتوخى من خلالها ربط الماضي بالحاضر، واستحضار الذكريات والمواقف البطولية لأسلافنا، والملاحم التي رسموها والتضحيات الجسام التي قدموها، والتي كانت هذه الأرض مسرحا لها. نجدد من خلالها العهد والوفاء للمدرسة الوحدوية التي ناضل من أجلها موحى أوحمو الزياني ورفقائه ومن بعدهم كثير من الشهداء الابرار في مختلف مناطق وجهات المملكة الشريفة ، فعلى نهجهم نحن سائرون وبذات الروح الوطنية نحن عازمون على مواجهة مختلف التحديات والرهانات، وبروح المسؤولية العالية نساهم في بناء صرح وطننا العزيز بخطى ثابتة وراء قائدنا جلالة الملك محمد السادس أيده الله، الذي رسم معالم مشروع نموذج تنموي حداثي يكرس الوحدة الوطنية وأصالة وتعدد الهوية الثقافية المغربية التي تعززت بعد خطاب أجدير التاريخي.

حضرات السيدات والسادة

إن صون الذاكرة التاريخية والجماعية يعد أولوية مهمة، ومسؤولية جماعية لوقعها الإيجابي في تكريس القيم والمثل العليا، وفي بناء الوعي الوطني بما يضمن بعدنا التاريخي وأهدافنا الاستراتيجية. في هذا الإطار انخرط مجلس إقليم خنيفرة في جميع المبادرات ذات الصلة ،حيث ساهم في بناء متحف المقاومة بمدينة خنيفرة، ومتحف المقاومة بمدينة مريرت، وساهم في تشييد عدد من النصب التذكارية، وأبرم اتفاقية شراكة لإحداث متحف واد سرو للذاكرة التاريخية والثقافة الامازيغية، والفضل في الكثير مما حققناه يعود للسيد عامل إقليم خنيفرة الذي أشكره بهذه المناسبة على مجهوداته ومساعيه الحثيثة وعلى إسهاماته القيمة في إبراز الذاكرة التاريخية المحلية، وسعيه المتواصل لاستثمار ما يزخر به الإقليم من موروث ثقافي وطبيعي وامازيغي وتراث اللامادي لجعله رافعة للتنمية المحلية والنهوض بأوضاع الساكنة ، كما أشيد بإسهامات جماعات الإقليم و مجهوداتها وتعاونها في هذا الصدد، والشكر موصول كذلك لكل الجهات المتدخلة وعلى رأسها المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير على عملها الدؤوب للحفاظ والائتمان عل أمجادنا التاريخية وصيانة الذاكرة التاريخية و التذكير في كل المناسبات بدورها الإيجابي في التقارب والتسامح والتعايش.

رحم الله شهدائنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته وجزاهم خير التواب على أعمالهم الجليلة وعطائهم الغزير ووفقنا بالاهتداء بهديهم والحفاظ على تراثهم، مصداقا لقوله تعالى: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” صدق الله العظيم.

في الختام نسأل الله ان يحفظ أمير المؤمنين محمد السادس، وأن يقر عينه بولي عهده المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، والأميرة الجليلة للا خديجة، ويشد أزره بصنوه الأمير الجليل مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأن يحقق لهذه الأمة المجاهدة ما تصبو إليه من درجات العلى والتطور، إنه للدعاء سميع وبالإجابة جدير.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

شارك المقالة على مواقع التواصل

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on print
طباعة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d bloggers like this: