بلاغ صحفي

ترأس محمد فطاح، عامل إقليم خنيفرة، يوم 22 يونيو 2023 بمقر العمالة، اجتماعا للجنة الإقليمية للماء تمحورت أشغاله حول الاطلاع على أهم المشاريع المتعلقة بالماء بالإقليم والمصادقة على توصيات الاجتماع الأخير للجنة الإقليمية للماء بتاريخ 13 ماي 2023؛ فيما خصص حيز كبير منه لمشروع إنقاذ وتأهيل وتهيئة منابع أمّ الربيع.

وفي هذا السياق، أشار عامل الإقليم إلى أن اللّجنة الإقليمية للماء هي الإطار الأنسب لمُدارسة إشكاليات الماء بالإقليم، وتحديد مبادئ وشُروط إنجاز المشاريع الاستراتيجية والمُهيكلة من حجم “مشروع منابع أم الربيع” وذلك في إطار الرؤية الملكية السّديدة بشأن التنمية المُستدامة والمحافظة على الموارد المائية بالمملكة.

واسترسل قائلا أن ” منابع أم الربيع” توجد في قلب منظومةٍ طبيعية تتميز بالغنى والتّنوع وتضُمّ عناصر جذابة من الأنهار والبحيرات، بجوار غابات الأرز الشامخة. وبقدر قوّة جاذبيتها، وفي نفس الوقت، تعتبر جدّ هَشّة بالنظَر للعوامل المحيطة بهَا؛ لكنها في جميع الأحوال تعتبر موروثاً وطنياً تتعدى قيمتها المُستوى المحلّي.

موضحاً أنه في غياب مقاربةٍ متكاملةٍ لإنقاذ وتأهيل هذا الموقع، فهو يبقى عرضة لضغوطاتٍ قوية، من خلال استغلالٍ غير معقلن، يمكن أن تكون له انعكاسات سلبية، على التوازنات البيئية والقدرات المائية على مستوياتٍ تتعدى الأفق المحلّي.

وهو ما دفع مصالح العمالة والمنتخبين والمصالح الخارجية المعنية وبعض جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة الى بلورة اتفاقية مُتكاملة “لإنقاذ وتأهيل وتهيئة منابع أم الربيع” بغلافٍ ما لي يُقدّر ب 156 مليون درهم على مدى ثلاث سنوات حظيت بموافقة كافة الشركاء السّبعة.

من جهته، أوضح مدير وكالة الحوض المائي لام الربيع، أن هذا الحوض يغطّي 48 000 كلم2، يمتد على مسافة 550 كلم، بقدرة للتخزين تصل إلى 5 ملايير م3 (متر مكعب) ، أي ما يمثّل ربع المياه السّطحية المعبأة بالمملكة؛ كما أنه يوفر موارد للسّقي ل 325 ألف هكتار مُوزعّةً، أساساً  على تادلة و دكالة و الحوز.

 كما أنه يَضمنُ حوالي 460 مليون م3 (متر مكعب) من مياه الشرب، لفائدة ما يُناهز 10 مليون من الساكنة. أمّا قدرتُه الإنتاجية من الطاقة الكهرومائية فتصل إلى ما يقارب 70% من الإنتاج الوطني. لكنه، في نفس الوقت، يعاني من تراجع نسبة وارداته المائية بسبب توالي فترات الجفاف وانخفاض معدل التساقطات المطرية و محدودية الفرشات المائية الجوفية.

من جهة أخرى أشار رئيس قسم ذالتجهيزات بالعمالة، إلى أن هذا الموقع استفاد من شطر استعجالي في إطار برنامج تأهيل مركز أم الربيع بقيمة 14 مليون درهم همت أشغاله إحداث مواقف للسيّارات والحافلات لضمان عدم دخولها إلى قلب الموقع؛ وخلق ساحات عمومية ومسالك بمُحيط المنابع إضافة إلى توفير مراحيض ومرافق صحية لفائدة الزُّوار.

كما تطرق للتوجهات الكبرى والمبادئ والمكونات الأساسية التي تم اعتمادها لإنجاز مشروع إنقاذ وتأهيل وتهيئة منابع أم الربيع” بغلافٍ ما لي يُقدّر ب 156 مليون درهم ، في احترام تام لرمزية الموقع الإيكولوجية وحمولته الثقافية ومراعاة لحساسيته البيئية .

الى هذا ينضاف مشروع بناء أكشاك، عبارة عن خيم امازيغية، باستثمار اجمالي قدرة 10 ملايين درهم ستسهر على إنجازه الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع.

واعتبر أعضاء اللجنة الإقليمية للماء والمشاركون في هذا اللقاء أن الهدف الأساسي من هذا المشروع الاستراتيجي والمُهيكل-ذي البعد الوطني وليس فقط المحلي-هو حماية الموروث الإيكولوجي والطبيعي “لعيون أم الربيع” من خلال تهيئة سياحية متوازنة، مسؤولة ومستدامة دون الإضرار بمصالح الساكنة المحلية والمُجاورة.

كما شددوا على ضرورة مراعاة التوازن اللاّزم ما بين ضرورات المحافظة على البيئة، ومتطلبات العيش والتنمية لفائدة الساكنة المحلية.

وفي الأخير، أهابت السلطات الإقليمية بالمصالح المعنية التعجيل بإنجاز المشاريع المائية المبرمجة على مستوى إقليم خنيفرة وفق الآجال المحددة لها من جهة، والانخراط القوي والتعبئة من أجل إنجاح مشروع “منابع أم الربيع” الذي سيمكن من الحفاظ على الموارد المائية للإقليم وللمملكة ككل وتثمين الموروث الطبّيعي والإيكولوجي لموقع عيون أم الربيع وتفادي الاخلال بتوازناته البيئية، من جهة أخرى.

شارك المقالة على مواقع التواصل

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on print
طباعة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d bloggers like this: