بيان مشترك للمجلس الاقليمي لخنيفرة و مجموعة الجماعات الاطلس

بيان مشترك للمجلس الاقليمي لخنيفرة و مجموعة الجماعات الاطلس

لازالت رئاسة المجلس الجهوي لبني ملال- خنيفرة متمادية في خرق المبادئ الدستورية للمملكة و من ضمنها مبدأ العدالة المجالية في برمجة الامكانيات المالية العمومية الموضوعة رهن اشارتها و لاعتبارات لا يمكن أن يُفسرها إلا جهلها بالمقتضيات و المبادئ الدستورية و القانونية ، و عدم تفعيل وسائل الرقابة الإدارية و قرب الاستحقاقات الانتخابية .

فرغم الشكايات و الاحتجاجات السابقة لمنتخبي الاقليم و مختلف فعالياته لدى رئاسة الجهة و مصالح الولاية، من أجل تحقيق حد أدنى من الإنصاف و العدالة المجالية ، إلا أن عدم الاكتراث و التعالي و الجبروت لا زالوا أسياد الموقف .

آخرُ مشهد من فصول الإقصاء و التهميش و عدم الإنصاف في حق ساكنة الإقليم تَجسّد خلال الدورة العادية لمجلس الجهة لشهر مارس 2021 ، حيث لم يتعدّ نصيب إقليم خنيفرة % 6,7 من مجموع الاعتمادات المرصودة من طرف المجلس الجهوي في اطار اتفاقية الشراكة المبرمجة مقابل 38% لفائدة إقليم أزيلال (إقليم سيادة الرئيس) .

و بالنسبة لدورات مارس و يوليوز و أكتوبر 2020 ، فإن نصيب إقليم خنيفرة لم يكن أوفر حظاً ، إذ بلغ فقط % 3,7 من مجمل مساهمة المجلس الجهوي في اتفاقيات الشراكة المبرمجة مقابل % 45,9 لإقليم أزيلال و % 26,7 لإقليم بني ملال.

الأمر يتعلق، إذن ، بانتكاسة جديدة لساكنة الإقليم و لمنتخبيها ، تعكس حقيقة الوضع بالجهة و ما يتداول بشأن توزيع مواردها المـُـتسم بانعدام التوازن ، و غياب الإنصاف ، و خضوعه لمنطق الولاءات و الإرضاءات .

هذا ما دفع ممثلي المجلس الإقليمي لخنيفرة و مجموعة الجماعات الأطلس و عدد كبير من الجماعات الترابية و الفعاليات المحلية للتعبير عن غضبهم و استنكارهم الشديدين للحيف الذي يطال هذا الإقليم المناضل، و لمرات عدة و متكررة، دون أخذ تظلماتهم مأخذ الجد من طرف السلطات الجهوية و المركزية .

و الواقع أن مؤاخذاتهم صريحة وواضحة :

– غياب برمجة معقلنة تستند لرؤية واضحة، ومبنية على معطيات برنامج التنمية الجهوي، في احترام تام لمبدأ العدالة المجالية في توطين المشاريع ذات البعد الجهوي؛

– تبني أسلوب المناورة بالتصريح غير ما مرّة بأن لدى إدارة مجلس الجهة عددا ضخما من الاتفاقيات غير المفعلة، و التركيز على إنجازها بدل اقتراح اتفاقيات جديدة ، و التأكيد على ذلك رسميا خلال اجتماعات بالولاية ؛ و في نفس الوقت برمجة اتفاقيات تهم مشاريع ذات بعد جد محلي ، كلها إرضاءات و ذات مرامي “انتخابوية”.

– عرقلة و تأخير مجموعة من المشاريع و عدم برمجة البعض الآخر بما في ذلك الاتفاقية المتعلقة بتحسين الدخل و الإدماج الاقتصادي للشباب القروي بإقليم خنيفرة، علما أن هذه الاتفاقية توجد في قلب فلسفة المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، و تعتبر من الاختصاصات الذاتية و ذات الأولوية بالنسبة للمجالس الجهوية .

– باستثناء المشاريع التي تدخل في نطاق برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية و المجالية، والذي يتم تمويله جزئيا من ميزانية المجلس الجهوي، و الذي حُددت مشاريعه سلفا طبقا للتوجيهات الملكية السامية، فإن توزيع عدد من المشاريع و الاعتمادات الجهوية يخضع لمنطق المصالح المتبادلة، و الزبونية و الاعتبارات السياسوية ، و ينمُّ عن حيف صارخ و ظلم بَـيّـن تجاه ساكنة الاقليم و الذي يعاني من أكبر معدلات الفقر بالجهة.

– إدارة رئاسة المجلس لدواليب الإدارة و للإمكانيات العمومية الموضوعة رهن إشارتها من طرف الدولة بطرق غير مشروعة تخضع أكثر لمنطق الضغط و التهديد، و استغلال عوز العديد من المستشارين بعيدا عن أسس الديمقراطية المحلية الحقة.

دورة مارس 2021 سَجلت، مقابل ذلك، برمجة اتفاقيتين:

– واحدة ، تهم تزويد دوار الشريف ( بجماعة حد بوحسوسن) بالماء الصالح للشرب؛

– و الثانية، تخص تهيئة المسلك الرابط بين جماعة سيدي احسين و سيدي لامين .

الاتفاقيتان معا، لم تُستشر بشأنهما اللجان الإقليمية المعهود إليها النظر في هذه المشاريع ، إقليميا ، للتأكد من استجابتها للمعايير التقنية و الشروط القانونية و سلّم الأولويات مع مراعاة التوازنات المجالية قبل عرضها على شركاء من خارج الإقليم للمساهمة في تمويلها .

الأدهى ، أن عدة منتخبين من المجالس الجماعية المعنية، و من المجلس الإقليمي يؤكدون أن نائب رئيس الجهة ، و هو نائب برلماني (ن.ص) سبق و أن استفاد من مشروع بناء طريق سنة 2018 على طول 9.8 كلم بتكلفة تقدر ب 10 ملايين درهم من تمويل المجلس الجهوي لتمر الى ضيعته بسيدي لامين ، و هو ما مكنه من بيعها في زمن قياسي بثمن مضاعف ثلاث مرات ، و هو نفسه من تقدم بهاتين الاتفاقيتين لأسباب يرى منتخبو الإقليم و مستشارو الجماعتين المعنيتين أنها” انتخابوية” محضة.

كل هذه الحقائق المرّة تدفع ممثلي المجلس الإقليمي و مجموعة الجماعات الأطلس و الفعاليات الحية بالإقليم إلى طلب تدخل المصالح المركزية لوزارة الداخلية لممارسة مراقبتها على توظيف الامكانيات المالية لجهة بني ملال – خنيفرة في احترام تام لمبادئ المساواة و العدالة المجالية، و تفادي استعمالها لأغراض شخصية و انتخابوية خاصة خلال الفترة السابقة للانتخابات، و العمل على إنصاف ساكنة إقليم جبلي و قروي مناضل تعاني ساكنته ليس فقط من الفقر و الهشاشة، بل مما هو أقسى: الحيف و الجشع.

شارك المقالة على مواقع التواصل

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on print
طباعة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d bloggers like this: