نص كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة خلال زيارة وزير الصحة للإقليم 

 نص كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة خلال زيارة وزير الصحة للإقليم 

  • معالي وزير الصحة
  • السيدة المديرة العامة للوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط
  • السيد عامل إقليم خنيفرة
  • السادة رؤساء المصالح
  • السادة البرلمانيين
  • السادة رؤساء الجماعات
  • حضرات السيدات والسادة

يسعدني في البداية أن أرحب باسمي شخصيا وباسم أعضاء المجلس الإقليمي لخنيفرة وساكنة إقليم خنيفرة بصديقنا أناس الدكالي معالي وزير الصحة  الذي نكن له كل التقدير والاحترام، ونشكره على إسهاماته القيمة والمصولة وعلى ما أسداه من خدمات جليلة لقطاع الصحة وتحديدا على مستوى إقليم خنيفرة، كما نرحب بالسيدة زهرة الساحي المديرة العامة للوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط وبالسادة الحضور ، و اعرب لكم بهذه المناسبة الكريمة عن اعتزازنا باستضافتكم وافتخارنا باحتضان إقليم خنيفرة لهذه الزيارة الرسمية المهمة التي تأتي كامتداد لزيارات سابقة حملت أهمية في مسيرة تنمية هذا الإقليم .

ومما لا شك فيه أن هذه الزيارة  ستكون بحول الله كمثيلاتها  من حيث  الخير والعطاء وفرصة لتأكيد عمق التلاحم والترابط اللذان يجمعان سكان إقليم خنيفرة بقائد البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله ومن جانب آخر مناسبة لملامسة حاجيات ومتطلبات الساكنة، والتفاعل معها بغية استشراف مستقبل أكثر إشراقا على مستوى القطاعات التي تشرفون عليها جميعا  بما يتجاوب وطموحات الساكنة المحلية وتطلعات قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله .

حضرات السيدات والسادة

حبا الله إقليم خنيفرة بطبيعة جبلية ومؤهلات إيكولوجية على قدر كبير من الأهمية غير أن تشكيلاته الجغرافية وتضاريسه الصعبة والمناخ القاصي السائد به عوامل تعيق في جانب آخر تحقيق التنمية المنشودة وتجعل إقليم خنيفرة يستفيد بشكل اقل من عدد من الخدمات الاجتماعية ومنها للذكر لا الحصر الولوج للخدمات الصحية بالمناطق النائية والتي لا تتعدى 50% ما يجعل تلبية حاجيات الساكنة المحلية من هذه الخدمات أمرا صعبا .

الشيء الذي دفع المسؤولين إلى التفكير في حلول بديلة تغطي نسبيا العجز المسجل في هذا الباب لتتبلور بفضل مجهودات ومساعي الموصولة للسيد عامل إقليم خنيفرة مشكورا على ما يقوم به فكرة اقتناء وحدات طبية متنقلة مجهزة بأحدث التجهيزات تم إسناد أمر تدبيرها لجمعية اطلس لدعم القوافل الطبية بخنيفرة والتي قامت بدورها مشكورة على مجهوداتها بعدد من الخرجات الميدانية استهدفت الدوائر الثلاثة لإقليم خنيفرة وقدمت علاجات بعين المكان لمئات المواطنين، لتتطور هذه المبادرة الحميدة التي وجدت صدا طيبا من لدن الساكنة والمنتخبين لتصبح ورشا متواصلا.

وفي هذا المقام أريد أن انوه بالعمل الذي تقوم به الاطقم الطبية بالمستشفى الإقليمي خاصة الشابة منها والتي أبانت عن مهنية  وروح المسؤولية والمواطنة الصادقة وعبئت كل طاقتها لإنجاح هذه القوافل وضمان استمراريتها وما حضورنا اليوم لأجل توقيع اتفاقية الشراكة لدعم القوافل الطلبية برسم سنة 2019-2020 إلا تجسيدا لهذه الدينامية التي بدأ يعرفها إقليم خنيفرة في المجال الصحي والتي يلمسها الجميع حيث أضحى تقديم العلاجات بالمناطق النائية أمرا ميسرا، نتمنى جاهدين أن تتكاثف الجهود لتوسيع هذه التجربة النموذجية  مستقبلا وتطويرها حتى يتسنى للجميع الاستفادة  من الخدمات الصحية في أحسن الظروف والاحوال.

حضرات السيدات والسادة

يعتبر التأهيل الحضري للمدن والمراكز الصاعدة أمرا حتميا وضروريا تمليه الدينامية والإصلاحات والأوراش الكبرى التي يشهدها بلدنا المغرب بفضل حكامة ووجاهة استراتيجية جلالة الملك محمد السادس نصره الله وقد استفاد إقليم خنيفرة كجميع أقاليم المملكة من مشاريع إعادة التأهيل كان لها وقع إيجابي على مستوى البنيات والتجهيزات والمرافق المختلفة  بإقليم خنيفرة وتعزيزا لهذه الدينامية التي يعرفها الإقليم ​تعمل الجماعات الترابية وبتعاون مع مختلف المتدخلين في التنمية المحلية على بلورة مشاريع، تروم تقوية جاذبية مدن ومراكز الإقليم وتحسين محيط العيش للساكنة وتجاوز المقاربات التجزيئية للمشاريع، عبر إدراج مجهودات الجماعات الترابية في إطار مقاربات شمولية تدمج الأبعاد المجالية والاقتصادية والاجتماعية  .

في هذا الإطار ومن هذا المنظور يندرج مشروع التجديد الحضري لموقع المستشفى الإقليمي القديم موضوع مذكرة تفاهم التي سنوقعها اليوم ،فالمشروع بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية سيساهم في تحسين المظهر المعماري للحي المحتضن للمستشفى والذي يقع وسط المدينة القديمة ويشرف على مجرى نهر أم الربيع  وسيدمجها في نسيج معماري يمازج بين الاصالة والمعاصرة ناهيك عما سيوفره من مرافق مهمة ستوفر خدمات متنوعة للساكنة وزوارها فالمشروع مكسب كبير وسيعود بالنفع العميم على الجميع وفي مقدمتهم ساكنة مدينة خنيفرة التواقون للعيش بمدينة جميلة وبجاذبية أفضل وبمرافق وتجهيزات تلبي طموحاتهم وانتظاراتهم فلا يسعنا أمام هذا التصور الاستراتيجي المهم إلا ان نرحب بالمشروع وندعمه وسننخرط بإيجابية لإنجاحه.

حضرات السيدات والسادة الأفاضل

على بعد كيلومترات شمال شرق مدينة خنيفرة ومن المنعرجات التي تؤدي بك لوجهات سياحية جبلية مهمة ( أجدير، بحيرة اكلمام ، عيون أم الربيع…) تبزغ  لك قرية أسول من وسط أشجار البلوط الأخضر وعلى سفح جبل بمعمارها الأصيل  في منظر طبيعي جميل ، القرية بتاريخها العريق وبموقعها الطبيعي والإيكولوجي المهم أضحت بفضل المرافق التي تحتضنها اليوم ( مؤسسات تعليمة ، مركز صحي..) مؤهلة لاستقطاب عدد من الساكنة القروية  .

ولا يخفى عليكم أن هذا الأمر يجب التخطيط له حتى تكون القرية نموذجية تجسد توجهات السلطات العمومية في مجال التنمية الترابية، والرامية أساسا الى النهوض بالعالم القروي والعناية بالموروث المعماري المحلي، الأكيد ان مشروعا من هذا القبيل سيكون ببعد استراتيجي تنموي وسيكفل تحسين ظروف عيش المواطنين وقاطني القرية عبر صياغة بدائل للتهيئة كفيلة بالارتقاء بالمشهد العمراني والمعماري وتأهيل المنظومة البيئية، يترجم عناصرها مخطط عمراني متكامل يشكل مرجعا لمواكبة برامج التنمية القروية، من خلال تعميم ربط المساكن بشبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي وضمان الولوجيات، وكذا تخصيص مجالات للمرافق العمومية والفضاءات الخضراء والساحات العمومية.

إن الارتقاء بقرية آسول إلى قرية نموذجية طموح يغامر شباب هذه القرية والمسؤولين والمنتخبين على حد سواء، على اعتبار أن هذه القرية تتوفر على مجموعة من المؤهلات، من ضمنها طابعها العمراني التقليدي المحض، وطبيعتها الخلابة، وهي مؤهلة بذلك لاحتضان مشاريع سياحية كالمآوي السياحية والمدارات السياحية، فضلا عن إحداث حدائق لاستغلال الأعشاب الطبية والعطرية التي تزخر بها المنطقة.

في الختام أجدد الترحاب بالسيد الوزير وبالسيدة المديرة وبكل الحضور و الشكر موصول  لكم سيدي العامل على كل ما تبذلونه من جهود محمودة ومتواصلة للنهوض بأوضاع إقليم خنيفرة في جميع المجالات وكافة المستويات، والشكر والترحاب موصول لجميع الإخوان الذين يشاركوننا هذا الحفل، وكل التوفيق لهذه الاشغال،

والسلام عليكم ورحمة ﷲ تعالى وبركاته.

شارك المقالة على مواقع التواصل

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on print
طباعة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d bloggers like this: