صالح أوغبال يؤكد خلال افتتاح مهرجان أجدير أيزوران على أن إقليم خنيفرة خصب ينبض بالحياة وينجب أبناء عاهدوا الله على الإخلاص والوفاء للعرش العلوي المجيد 

صالح أوغبال يؤكد خلال افتتاح مهرجان أجدير أيزوران على أن إقليم خنيفرة خصب ينبض بالحياة وينجب أبناء عاهدوا الله على الإخلاص والوفاء للعرش العلوي المجيد 

أجدير – خلال كلمته بمناسبة افتتاح فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان “ أجدير إيزوران ” الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و الذي تستمر فعالياته حتى 27 من يوليوز الجاري، تحت شعار “  التراث اللامادي الأمازيغي رافعة لاستدامة التنمية”.

هذا العرس الفني والثقافي الزياني الكبير الدي حضره بالخصوص السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسيد محمد دردوري الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والسيد محمد فطاح عامل إقليم خنيفرة والسيد صالح أوغبال رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة و السيد ابراهيم اعبا رئيس جماعة خنيفرة والسيد حسن العلاوي رئيس جماعة اكلمام ازكزا الى جانب عدد من رؤساء الجماعات الترابية للإقليم ومسؤولي الأجهزة القضائية والأمنية ورؤساء الإدارات اللامركزية بالمنطقة، وأيضا عدد من المنتخبين والبرلمانيين والفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية محليا ووطنيا .

أكد السيد صالح أوغبال رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة على ان ساكنة الإقليم تنتظر هذا المهرجان بشغف وشوق كبيرين، حيث أصبح تقليدا سنويا يتجدد فيه اللقاء مع الأحبة والأصدقاء، إنه مهرجان اجدير الذي أصبح عرسا نتواصل عبره مع ضيوفنا ورواد المهرجان الأعزاء الكرام في سحر هذه الطبيعة والمناظر الجبلية الجميلة، وأكيد أننا نتقاسم معا أحاسيس مليئة بمشاعر العشق والحب والإخلاص لهذا الإقليم العزيز الأبي، فأهلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا.

وأضاف السيد أوغبال على إن إقليم خنيفرة الذي أنجب  في السابق البطل المقاوم موحى أوحمو الزياني ، وعبر السنوات ابطالا كثر غيره، أبدعوا في مجالات مختلفة ومتعددة، وبصموا على مسيرة من البذل والعطاء ،لا زال كعادته وبطبيعته خصبا ينبض بالحياة، وينجب رحمه أبناء عاهدوا الله على الإخلاص والوفاء لدينهم ووطنهم وملكهم، ابناء قدموا ويقدمون الكثير لهذا الإقليم ليتبوأ المكانة المرموقة اللائقة به، التي تلبي تطلعات وانتظارات ساكنته ،و يرضاها له صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، قائد مسيرتنا التنموية، ومشروعنا الديموقراطي الحداثي، جلالة الملك الذي أبى إلا ان يصير على نهج أسلافه الميامين وفي مقدمتهم جده جلالة الملك المغفور له محمد الخامس وأبيه جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني فاختار هذا الموقع التاريخي الذي شهد من قبل أحداثا وطنية مهمة بصمت بالإيجاب مسار حركة التحرير الوطنية، ليشهد كذلك على حدث لا يقل أهمية حدث يشكل منعطفا مهما في تاريخ المغرب المعاصر، وخصوصا بالنسبة للأمازيغية لغة وثقافة؛ إذ نص الخطاب الذي ألقاه جلالته حفظه الله من هذا الموقع بالذات على مبادئ أساسية اعتبرت خطوة مهمة نحو الدمقرطة اللغوية والثقافية في المغرب.

وشدد أنه فبفضل جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تمت دسترة اللغة الأمازيغية، وبدأ التدشين لعهد جديد ولسياسة جديدة قائمة على الاعتراف والاعتزاز بتعددية مكونات الثقافة الوطنية، وعلى المكانة الأساسية التي تحتلها الثقافة الأمازيغية في المشهد الثقافي المغربي، في الوقت الذي كانت فيه قبل هذا التاريخ على الهامش المنسي.  ونحن إذ نخلد باعتزاز وافتخار هذا الحدث التاريخي العظيم، الذي ينطوي على دلالات ومغازي عميقة ، نحيي في غمرة من الفرح والابتهاج والاعتزاز بالهوية مهرجان أجدير في نسخته الثالثة التي تنطلق بإذن الله اليوم لتفسح المجال لدينامية ثقافية واجتماعية تشمل انشطة فكرية وثقافية وموسيقية في مبادرة جادة وهادفة لدعم وتشجيع ونشر الثقافة والفنون الأمازيغية في أبهى صورها، وأتم أشكالها المبدعة ،وجعلها في متناول الجميع، وليكون المهرجان بمثابة ملتقى متجدد يجمع في أنشطته أطيافا من الإبداعات الثقافية والفنية والمحلية وكذلك جموعا طيبة من المبدعين والمثقفين.

و أن الاهتمام بتراث وثقافة أجدادنا يعد أحد أهم غاياتنا ومقاصدنا، وإن إقامة هذا المهرجان بمنطقة أجدير هو هدف نبيل، نسعى من خلاله جمع آراء وتطلعات المثقفين والفنانين، وإيصال نتاج ثقافتهم على نطاق أوسع، والنهوض بالواقع الثقافي الأمازيغي، ونرجو من الجميع بالمناسبة التآزر والتعاون على الصعيد الشخصي والمؤسساتي، فالعمل الجماعي المتكامل وحده كفيل بالوصول إلى ما نصبوا إليه من ثقافة عالية شاملة، وواقع سوي، في كل ما يمت لها بصلة، لأننا بحاجة إلى عمل جماعي راقي ومتحضر.

ومن الجميل، حضرات السيدات والسادة، أن نرى هذا الجمع الراقي للمثقفين والمهتمين بالثقافة والفن الأمازيغي، لأن هذا المهرجان سيكون فرصة لتبادل الآراء والأفكار، وستكون المناقشات والتحاور فيما بين الحضور ثمرة من ثمار هذا المهرجان، فالتقاء هذه النخب الثقافية والفنية بدون شك سيكون نتاجاً يدفع عجلة الحراك الثقافي الأمازيغي إلى الأمام، وسيزيد من إشعاع هذا المهرجان وطنيا إقليميا ودوليا.

وأضاف السيد رئيس المجلس الإقليمي أن هذا المهرجان خير تجسيد لجدوى العمل الجماعي الرصين، إذ ما فتئ السيد العامل، كمشرف على الفريق ومنسق له ، يؤكد أنه “ليست هناك مصائر فردية بل نجاحات جماعية “،عنوانها المسؤولية والمثابرة ونبذ النزعات الأنانية، ونحن نشكره بالمناسبة على مجهوداته الدؤوبة والمتواصلة لتحضير جميع الجوانب المتعلقة بهذا المهرجان ، وغايتنا هو لم شمل المثقفين والفنانين واللقاء فيما بينهم لتبادل الآراء والنقاش، وهناك العديد من النشاطات على مدار الأيام المتوالية للمهرجان تتضمن أنشطة ثقافية متنوعة، ما يعني أن هناك برنامجا مكثفا فيه تنوع ثقافي فني، نأمل من خلاله تقديم كل ما هو مفيد ومميز، كما ستكون هناك نقاشات مستفيضة في الندوات الحوارية والمحاضرات عن اللغة والواقع الثقافي والفني الأمازيغي ومحاضرات في النقد بين المثقفين والفنانين، نأمل كذلك من خلال الفعاليات المشاركة فيها الارتقاء بالواقع الثقافي الامازيغي إلى ما تصبوا إليه آمال الأمازيغيين والمغاربة على وجه العموم الذين يستحقون دائما الأفضل.

وختاما اسمحوا لي أن أتوجه باسم ساكنة الإقليم وكافة فعالياته بجزيل الشكر للسيد المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير وللسيد الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، واللذين نعتز بصداقتهما لإقليمنا، ونحن ممتنين لهما على اياديهما البيضاء على هذا الربع الطيب من المملكة، كما نعبر عن شكرنا وامتنانا للمشرفين على النسخة الثالثة من المهرجان والمساهمين الذين منحونا ثقتهم من جماعات ترابية  وسلطات محلية وإدارات إقليمية وأخص بالذكر المساهمين الكبار مثل شركات أوزون للنظافة ، وSEMGAT المكلفة بتدبير مركز الطمر والتثمين ، وشركة CMT جبل عوام والمجلس الإقليمي للسياحة.

شكر خاص كذلك لشريكنا الرئيسي وزارة الثقافة التي تعتبر حاضنا فعليا للمهرجان بفضل الثقة الكبيرة للسيد وزير الثقافة الذي يبدي تعاطفا صادقا مع إقليمنا وتجاوبا حقيقيا مع تطلعاته وقضاياه. وقد مكن ايمانه العميق والمشترك مع فعاليات الإقليم من جعل الثقافة رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تجسد ذلك فعليا من خلال إعطاء الانطلاقة لمجموعة من الاوراش الثقافية من ضمنها مثلا:

  • المتحف المنجمي لإغرم أوسار الذي يدشن اليوم بمناسبة الافتتاح؛
  • المسرح البلدي بخنيفرة وهو قيد الإنجاز؛
  • ترميم كافة المآثر التاريخية؛
  • دعم المركز السوسيو ثقافي والرياضي الذي سيرى النور قريبا بأجدير؛
  • ترسيخ ثقافة القرب عبر إحداث قاعات للمطالعة بعدة جماعات بالإقليم إلى غير ذلك من المشاريع الثقافية الهادفة.

ولا يمكن أن ننسى رئيس وأعضاء جمعية أجدير إزوران على انخراطهم القوي، وإيمانهم الراسخ بجدوى الفعل الثقافي “كلحمة للمجتمع” تجمع الناس بمختلف مشاربهم حول قيم راقية تنفع البلاد والعباد.

نشكر كل الشخصيات والفعاليات التي شرفتنا اليوم بالحضور لمشاركتنا هذه اللحظات الفنية المتميزة، للنسخة الثالثة، التي تحظى برعاية سيدنا المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده راعي الثقافة والمثقفين والذي يؤكد دوما أن الفن والثقافة ليست ترفا وإنما هي فعل تنموي بامتياز ورابط وطني ومجتمعي قل نظيره.

شارك المقالة على مواقع التواصل

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on print
طباعة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d bloggers like this: