محمد فطاح عامل إقليم خنيفرة يترأس حفل الذكرى السادسة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
نظمت عمالة إقليم خنيفرة اليوم الثلاثاء، يوما إحتفاليا بمناسبة الذكرى ال 16 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار ” “كوفيد- 19″ والتعليم : الحصيلة والآفاق لتحصين المكتسبات” ٬ وبهذه المناسبة افتتح السيد العامل هذا الحفل بكلمة له .
نص كلمة السيد محمد فطاح عامل إقليم خنيفرة
” هذا الاجتماع يخلد الذكرى السادسة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، والتي تتزامن ،هذه السنة، و ظرفية استثنائية تتسم باستمرار تطبيق التدابير الاحترازية و الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها بلادنا لمحاصرة تفشي جائحة كورونا و للتخفيف من اثارها السلبية التي طالت قطاعات اجتماعية حيوية لها ارتباط وثيق بالحياة اليومية و معيش مواطنينا بكل فئاتهم.
ونظرا للعناية الخاصة التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لقطاع التعليم ، الذي لم يسلم هو الأخر من تداعيات هدا الوباء الفتاك بسبب توقف الدروس و تدابير الإغلاق ببعض المؤسسات التعليمية ، فقد اختارت لها ،هذه السنة، كشعار : ” كوفيد-19 و التعليم: الحصيلة والآفاق لتحصين المكتسبات” و ذلك من أجل تكريس المكتسبات المحققة في هذا المجال واستشراف الافاق المستقبلية وكذلك العمل على معالجة و تجاوز الصعوبات التي أملتها الظرفية الحالية.
فان الوضعية الوبائية بإقليمنا عرفت تحسنا ملموسا على عدة مستويات، تعكسه كل المؤشرات المعتمدة.
لكن الوضعية ببعض القارات الأخرى، و ببعض الدول الكبرى كالهند مثلا ، تعتبر صعـبة جـدا، إن لم نقــل بأنها كارثية.
و قد علمتنا الدروس المستخلصة من تجربة تعاملنا مع هذا الوباء ، و كذا من تجارب دولية أن لا نستـهين بقدرة هذا الفيروس الخبيث على التأقلم ، و أن أي تـراخي غير مسؤول قد يجعل الثمن الذي يؤدي من حياة المواطنين و صحتهم باهضا ؛ و هذا ما يدعوني لأن أهيب بالجميع منتخبين و مسؤولين إداريين و فعاليات المجتمع المدني، مسنودين بوسائل الإعلام المواطنة، التي تُـوخي الحـذر و احترام التدابير الاحترازية و الإجراءات الوقائية في جميع الأحوال ، ما دام أن الوباء لم يتم القضاء عليه نهائيا ، و لم تكتمل بعد عملية تلقيح و تمنيع نسبة هامّة من ساكنة بلدنا.
إن أكبر درس نستخلصه من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هو أن صاحب الجلالة حفظه الله ، أثار الانتباه منذ ما يزيد عن 16 سنة من عمر هذه المبادرة أن لا شيء أهم من صحة المواطنين و حياتهم و كرامتهم ؛ و دعا من خلال ذلك إلى جعل “البعد البشري و الإنساني” في قلب كل السياسات العمومية.
لكنني ، من باب الانصاف ، علي ّ أن انوه بحكمة لجنتنا الإقليمية للتنمية البشرية و التي سعت منذ بدايتها ، ووفقا للرؤية السامية لصاحب الجلالة نصره الله ، إلى جعل التعليم و الصحة من أولى أولوياتها ؛ بل إن القسط الأوفر من مجهوذاتها و إمكانياتها انصب حول هاتين الدعامتين الأساسيتين للعيش الكريم بالنسبة لساكنة الإقليم.
أهم الانجازات التي تم تحقيقها برسم سنتي 2019 – 2020 في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة:
فيما يخص البرنامج الأول، والذي يهدف إلى مواصلة الجهود المبذولة خلال المرحلتين الأوليتين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمساهمة في الحد من الفوارق المجالية والاجتماعية وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية وذلك من خلال التزود بالماء الصالح للشرب. وقد مكن هذا البرنامج من برمجة ما يروم 25 مشروعا بغلاف مالي يقدر ب 18,27 مليون درهما، وذلك لفائدة 46 205 مستفيدا؛
ويهدف البرنامج الثاني إلى مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وإرساء إطار عيش كريم يصون كرامة الأفراد ويروم تقديم الدعم والمواكبة اللازمين من أجل ضمان إدماجهم الاجتماعي والاقتصادي. وقد عرف هذا البرنامج انجاز 26 مشروعا بتكلفة إجمالية بلغت 11 ,60 مليون درهما لفائدة 2400 مستفيدا.
أما البرنامج الثالث فيهدف إلى تحسين الدخل وتشجيع الإدماج الاقتصادي للشباب عبر مواكبة المقاولين وحاملي المشاريع، والمساهمة في تطوير إدماج الشباب في سوق الشغل وتعزيز حظوظهم عبر ملائمة مؤهلاتهم وتطوير مهاراتهم الفنية، ووضع إطار مؤسساتي يشجع على التنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال الإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب. وتتلخص إنجازات هذا البرنامج في إحداث 4 “منصات للشباب” موجهة للاستقبال والإنصات والتوجيه بمبلغ إجمالي يقدر ب2,2 مليون درهم ؛ومن بين الانجازات المسجلة كذلك في إطار هذا البرنامج، تشغيل 30 مربي و مربية في برنامج تعميم التعليم الأولي بالمجال القروي ؛ كما تمت برمجة 44 مشروعا مدرا للدخل لصالح 100مستفيدا(ة) ب 2,350 مليون درهما.
وبخصوص البرنامج الرابع، فيهدف إلى الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة لاسيما من خلال تحسين الوضعية الغذائية والصحية للأم والطفل، وتعميم التعليم الأولي في المناطق القرية و النائية، وتشجيع التفوق المدرسي، ومحاربة الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي.
و حظي محور “صحة الأم والطفل” بعناية خاصة حيث تمت برمجة أربع مشاريع تخص إحداث دور الأمومة لتقديم الخدمات الصحية عن قرب لفائدة الأم الحامل ومواكبتها قبل وبعد الولادة بغلاف مالي يقدر ب 3,4 مليون درهما كما تم تنظيم قوافل طبية بالعالم القروي لفائدة الأم والطفل بمبلغ 2.05 مليون درهم.
أما بالنسبة لمحور” تعميم التعليم الأولي في المناطق القروية والنائية”، فقد تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من إحداث 30 وحدة للتعليم الأولي يستفيد منها 387 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 6 سنوات تحت تأطير 30 مربي و مربية، ما تطلب غلافا ماليا يقدر ب 8 مليون درهم، بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.
ولتشجيع التفوق المدرسي، ومحاربة الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي ،ركزت اللجنة الإقليمية على توفير وسائل النقل المدرسي و تحسين ظروف إيواء المتمدرسين والعناية بصحتهم ، ومن ضمن ذلك اقتناء 06 وحدات للنقل المدرسي ب2,2 مليون درهم وإحداث دور الطالب(ة) ب5,4 مليون درهم وتنظيم حملات طبية لفائدة التلاميذ بالعالم القروي.
انخرطت لجنتنا الإقليمية بقوة في المجهوذات الرامية إلى التخفيف من الآثار الناجمة عن الوباء مع مواصلة مسيرة تنمية الرأسمال البشري؛ حيث تم اتخاذ مجموعة من التدابير و الإجراءات العملية و من بينها رصد ما يفوق 3 ملايين منهم لدعم مراكز الرعاية الاجتماعية و توزيع المواد الغذائية و المستلزمات الطبية و شبه الطبية ، و تزويد جميع وحدات التعليم الأولي بمواد التعقيم و التنظيف ، مع تنظيم حملات تحسيسية بعدة مؤسسات تعليمية.
و لن تفوتني هنا الفرصة دون الإشادة بالدور الايجابي و الفعال لكافة عضوات و أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، سواء بصفتهم هذه ، أو من خلال مواقعهم داخل المجتمع ، حيث عبّروا عن روح مسؤولية عالية ؛ و مواطنة صادقة و أكدوا أن المغاربة ، في ظل المحن و الأزمات، يعطون دائما صورة بنيان مرصوص ، يشد بعضه بعضا. ”