تخليد الذكرى الـ 110 لمعركة الهري الشهيرة بإقليم خنيفرة

خلد سكان إقليم خنيفرة ، اليوم الأربعاء بمنطقة الهري ، وفي مقدمتهم أسرة المقاومة الوطنية الذكرى 110 لمعركة الهري الخالدة، التي تجسد محطة مضيئة في مسار المقاومة الباسلة، التي قادها البطل المقاوم موحا وحمو الزياني رفقة أهل زيان بالأطلس المتوسط والقبائل الأمازيغية المجاورة .

وتميز المهرجان الخطابي ، المقام بمناسبة تخليد هذه الذكرى الخالدة ، بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، وعامل إقليم خنيفرة محمد عادل اهوران، ورئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة، ورئيس جماعة الهري، وعدد من قدماء المحاربين وأعضاء من أسرة المقاومة الوطنية ، بالإضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية، وكذا منتخبين محليين.

 وشكل هذا اللقاء أيضا مناسبة لإبراز قيم المواطنة التي تجسدها هذه المعركة بإعتبارها ملحمة تاريخية تشهد على التضحيات الجسام التي قدمتها قبائل زيان دفاعها عن سيادة البلاد وتمسكها بالثوابت الوطنية وولائها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد ، و التي ستبقى منقوشة في سجلات تاريخ المقاومة الوطنية.

وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري ، إن الاحتفال بالذكرى 109 لمعركة الهري، والتي تتزامن مع الذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء المجيدة، يعد مناسبة للتذكير بالقيم الوطنية والتفاني والتضحيات التي قدمها الوطنيون من أبناء قبائل زيان والقرى المجاورة لها خدمة للوطن والقيم العليا للأمة.

وأضاف السيد الكثيري أن الإحتفاء بهذه الذكرى المجيدة، يعد مناسبة سانحة ، للتأكيد وتجديد التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح المجتمع والقوى الحية والشعب المغربي قاطبة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله من أجل الترافع عن قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، والتي دعا جلالته إلى الانتقال بها “من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير” مشدداً على أنها “القضية الأولى لجميع المغاربة”.

وفي هذا السياق، ثمن المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، عاليا الانتصارات الدبلوماسية المتتالية التي حققتها بلادنا في الآونة الأخيرة تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لجلالته ، الذي يقود بحكمة واقتدار وتبصر وبعد نظر مسلسل تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث توج هذا المسار باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا ومؤخرا باعتراف كل من فرنسا وفنلندا الاسكندنافية ودولة الدومينيكان وغيرها من الدول بسيادة المغرب على كل ربوع الأقاليم الجنوبية المسترجعة.

وأضاف الكثيري أن هذه الانتصارات الدبلوماسية أثمرث بفتح العديد من الدول قنصليات وتمثيليات لها بمدينتي العيون والداخلة بالصحراء المغربية، والتي وصل عددها إلى 30 قنصلية وتمثيلية منها 17 بمدينة الداخلة ، كان أخرها فتح قنصلية عامة لدولة تشاد تزامنا مع تخليد الذكرى 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب يوم 14 غشت 2024.

وسلط السيد الكثيري الضوء على خصال الشهيد موحا أوحمو الزياني، أحد أبرز رموز الكفاح الوطني، الذي بدأ جهاده بمجرد أن شرعت جيوش الاحتلال في احتلال مدينتي وجدة والدار البيضاء سنة 1907، مذكرا بأنه منذ هذا التاريخ سارع البطل الوطني الى تنسيق إرسال قواته لمناصرة ومساندة مقاومة قبائل الشاوية للمشاركة في المعارك ضد القوات الفرنسية سنة 1908.

وفي عام 1912، ساهم موحا وحمو ورجاله بفعالية في معركة “عين الزحيلكة” وذلك في فاتح أكتوبر، رافضا بذلك كل العروض المغرية من طرف المحتل الفرنسي.

وقال المندوب السامي إن الشهيد موحا أوحمو الزياني لم يتوقف أبدا عن مناصرة قبائل هذه المنطقة من المملكة في كفاحها ضد الجيش الفرنسي حتى قرر المارشال ليوطي في تصريح القضاء على الزيانيين الذين يشكلون خطرا كبيرا على القوات الفرنسية، مذكرا بأنه بعد هذا الإعلان، تم إعداد خطة عمل محكمة لاحتلال مدينة خنيفرة، وذلك بقيادة الجنرال هنريس.

وأضاف السيد الكثيري أنه بعد تمكن قوات الاحتلال الفرنسي من السيطرة على مدينة خنيفرة، أقام المجاهد الباسل من منطقة الأطلس المتوسط، موحا أو حمو الزياني، معسكره بالقرب من قرية الهري، على بعد حوالي خمسة عشر كيلومترا من خنيفرة، متوقفا عند تفاصيل الهزيمة الساحقة التي منيت بها قوات الاحتلال خلال هذه الملحمة المجيدة.

وتكبدت قوات الاحتلال، بعد هذه المعركة العنيفة في الهري، خسائر فادحة في العتاد والأرواح البشرية، حيث قتل 700 جندي و33 ضابطا.

وأضاف أن المرحوم موحا وحمو الزياني ورجاله غنموا كمية كبيرة من أسلحة كانت بحوزة قوات الاحتلال، منها مدافع ورشاشات وعدد كبير من البنادق والخراطيش.

وشدد الكثيري على أهمية هذه الملحمة الوطنية التاريخية التي قادتها قبائل زيان ضد المستعمر رغم كثرة قواته وتفوقه العسكري، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمرحلة مجيدة من تاريخ النضال الوطني للتحرر من نير الاستعمار ودرس عظيم في الوطنية للأجيال الصاعدة تستلهم منه للمساهمة بنفس التفاني في مسيرة التنمية والتقدم التي تعيشها المملكة تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتم في ختام هذا المهرجان الخطابي تكريم 8 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تقديرا لخدماتهم الجليلة وأعمالهم البطولية في سبيل الوطن، وكذا توزيع 45 إعانة مالية بغلاف مالي إجمالي قدره 122 ألف درهم ، على عدد من قدماء المقاومين وأرامل المتوفين منهم.

ويشكل الاحتفال بهذه الملحمة المجيدة فرصة لإبراز قيم الوطنية والتضحية بالنفس التي أبان عنها المقاومون البواسل من أبناء الأطلس المتوسط، بقيادة المرحوم المجاهد البطل موحا أو حمو الزياني.

 

شارك المقالة على مواقع التواصل

Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on print
طباعة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d bloggers like this: