صالح أوغبال .. معركة لهري الماجدة درس في النضال ضد الاستعمار ومحطة ملهمة للأجيال اللاحقة
قال السيد صالح أوغبال رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة في كلمة له بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة بعد المائة لمعركة الهري بالجماعة الترابية الهري (إقليم خنيفرة) ، إن معركة الهري التي خاض غمارها أبناء قبائل زيان والقبائل المجاورة تشكل تجسيدا حقيقيا للدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وأروع مواقف البطولة والشهامة والإيثار في مواجهة الاحتلال الأجنبي.
وأكد السيد أوغبال أن حفل تخليد ذكرى عزيزة على قولبنا ولها مكانة مهمة في وجداننا إنها ذكرى معركة لهري الخالدة، التي شاء القدر ان يحفها حدثين عظيمين في تاريخ المملكة المغربية المعاصر؛ حدثين يحتلان مكانة كبيرة في قلوب وكيان كل المغاربة الأحرار لحمولتهما الوطنية الكبيرتين؛ ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة التي نحتفل بها يوم السادس من نوفمبر وذكرى عيد الاستقلال المجيد الذي نخلده في الثامن عشر من ذات الشهر ؛ وكل هذه الأعياد والذكريات حضرات السيدات والسادة تنطوي على دلالات ومعاني في التضحية، ونكران الذات، والدفاع عن ثوابت هذه الامة المتأصلة وصيانتها، وحماية مقدسات الوطن ووحدته الترابية، كما تجسد في أبهى صورها تضامن الشعب المغربي والتفافه حول اهداب العرش العلوي المجيد في تصديه لكل المخططات والمؤامرات والدسائس التي تستهدف امن هذا البلد واستقراره ووحدته.
وبهذه المناسبة يغتنم هذه الفرصة، ليجدد شكره لأخيه المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير على مجهوداته الدؤوبة، ومساعيه الحثيثة المتواصلة للنهوض بالأوضاع الاجتماعية لعائلات وأسر المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تجسيدا للعناية والاهتمام اللذان يوليهما قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذه الشريحة من المواطنين اعترافا لها بخدماتها الوطنية الجليلة، وبما قدمته لهذه الامة من تضحيات جسام في سبيل تحريرها وانعتاقها ومعانقتها الحرية والاستقلال.
ونحن نقف اليوم بإجلال وخشوع على هذه الأرض الطيبة التي ارتوت في مثل هذا اليوم بدماء شهدائنا الابرار الزكية، نتذكر في غمرة من مشاعر الفخر والاعتزاز، المواقف البطولية لأسلافنا، والملاحم التي رسموها والتضحيات الجسام التي قدموها، والتي كانت هذه الأرض مسرحا لها فهنا أبدع فرسان قبائل زيان وأبانوا عن شهامتهم وبسالتهم وتوجوا الملحمة بهزيمة العدو الغاشم رغم الفرق الكبير في العدة والعتاد الحربي.
إن معركة لهري الماجدة ستبقى درسا خالدا وحلقة في مسلسل كفاح الشعب المغربي ضد الاستعباد، وعبرة نقتدي بها وستظل تلهب مشاعرنا على الدوام وتوقظ فينا الهمة وروح الوطنية الصادقة.
و نحن إذ نتذكر بإجلال وخشوع هذه الصفحات المجيدة التي رصعت تاريخنا البطولي، الذي نعتز به أيما اعتزاز والذي سيبقى إرثا راسخا في ذكريات الأجيال ورصيد شعبنا من البطولات و الملاحم ، نعاهد الله أننا سنبقى دائما و أبدا أوفياء لهذا الوطن و لثوابته المقدسة و لقائدنا جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، و جنودا مجندين وراءه يقظين لكل المحاولات و المناورات التي يقف وراءها الحاقدون على وحدتنا الترابية، جادين مجتهدين لمواصلة مسيرة التنمية و البناء في مختلف المجالات: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، و منخرطون بإيجابية و فعالية في الأوراش الكبرى و الإصلاحات العميقة التي تعرفها بلادنا تحت قيادة ملكنا الهمام دام له النصر والتمكين، لبلورة مشروعنا التنموي الجديد و استشراف مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
وكما كسبت الامة المغربية الرهانات وأنجحت المسيرات ونالت الاستقلال وانتصرت لقضايا العدل والحرية والسلام بمختلف بقاع المعمور لن يثني من عزيمتها أحد كيفما كان قدره وبلغ شأنه من استكمال بناء مؤسساتها والتخطيط لبناء مستقبلها وتحقيق الازدهار والنماء لأبنائها الأوفياء.
فالله سبحانه وتعالى نسأل أن يتقبل شهداءنا الأبرار، ويرحمهم برحمته الواسعة ،وأن يحفظ أمير المؤمنين محمد السادس، سبط النبي الكريم، وحفيد محمد الخامس العظيم، وأن يقر عينه بولي عهده المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، والأميرة الجليلة للا خديجة، ويشد أزره بصنوه الأمير الجليل مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأن يحقق لهذه الأمة المجاهدة ما تصبو إليه من درجات العلى والتطور، إنه للدعاء سميع وبالإجابة جدير.